وضع داكن
22-02-2025
Logo
أحكام التجويد - الحلقة ( 060 - 113 ) - مخارج الحروف - المحاضرة(06-11) : مخارج اللسان2.
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 
 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الأولين والآخرين وعلى آله وصحبه أجمعين، أخواني الكرام، كنا في الحلقة الماضية قد تكلمنا عن مخرج النون ومخرج حرف الراء بنوعيها الراء المفخمة والراء المرققة، واليوم بإذن الله تعالى، نتكلم على ثلاثة أحرف تخرج من المكان نفسه، وهي حروف الطاء والدال والتاء، هذه الحروف الثلاثة تخرج من طرف اللسان ومن اللحم الذي نبتت فيه الأسنان يعني من لحم اللثة، عنده يقرع طرف اللسان تلك المنطقة، ولكن شكل مؤخرة اللسان يختلف بين نطقنا للطاء لأنها حرف مستعل مطبق مفخم وبين نطقنا للتاء والدال لأنهما حرفان مستفلان منفتحان، فنلاحظ من خلال اللوحة التعليمية موضع طرف اللسان عند نطقه للطاء والدال والتاء، وشكل مؤخرة اللسان عند نطقنا للطاء، لاحظوا يا أخوة، اللوحة التي عن اليمين تبين لنا شكل اللسان عند نطق حرف الطاء سواء المكان الملون باللون الأزرق الغامق الذي عنده يقرع طرف اللسان لحم اللثة العليا، وأما مؤخرة اللسان لاحظوا أنها مستعلية إلى أعلى لأن الطاء مستعلية مطبقة.
 بينما في اللوحة التي على الجهة اليسرى نلاحظ أن اللسان يقرع المنطقة نفسها منطقة الطاء من مقدمة اللسان ولكن مؤخرة اللسان شكلها مختلف ففيها استفال إلى الأسفل لأن التاء والدال كما أسلفت حرفان منفتحان مستفلان وليس فيهما استعلاء ولا إطباق، وسنتكلم عن صفات الحروف بإذن الله تعالى في المستقبل بشكل مفصل، وهذا اللوحات الشكر فيها موصول للأستاذ عادل أبو شعر حفظه الله تعالى الذي قام بإعدادها الإعداد العلمي الدقيق كما نرى على الشاشة فجزاه الله خيراً، هذا ما يتعلق بالطاء والتاء والدال.
 ننتقل إلى ثلاثة أحرف أخرى وهي أحرف الصفير الصاد والسين والزاي، هذه الأحرف الثلاثة عندما ننطقها نضع طرف لساننا يعني رأس اللسان عند الصفحة الداخلية للثنايا السفلى للسنين الكبيرين اللذين في مقدمة الفم، هنا نضع رأس اللسان، ولكن طرف اللسان وكذلك الأسنان العليا لها مشاركة بحيث أن الصوت وهو خارج يصطدم بها فيؤدي كل هذا المكان إلى حدوث صوت معين هو صوت الصاد وصوت السين والزاي.
نلاحظ على اللوحة التي على اليمين شكل اللسان عند نطقنا بالصاد وهي حرف مفخم، ولاحظوا بأن مؤخرة اللسان مستعلية بخلاف الصورة التي في يسار اللوحة التي تبين مخرج السين والزاي ونلاحظ بأن مؤخرة اللسان غير مستعلية لأن السين والزاي حرفان منفتحان مستفلان، المنطقة الزرقاء اللون من اللسان الغامقة تمثل المنطقة التي يقرع فيها رأس اللسان ومنتهى طرفه منطقة الأسنان السفلى، ولا شك أن للأسنان العليا مشاركة في إخراج الصوت بدون تلامس، يعني لا يلامس اللسان الأسنان العليا، اللسان لا يلامس المنطقة العليا وإنما كما تلاحظون على اللوحة يكون قريباً منها جداً، وفي بعض الكتب صور لمخرج الصاد والسين والزاي وقد ذهب رأس اللسان إلى منطقة الثنايا العليا وهذا خطأ شديد، وانتبهوا له إن رأيتموه في بعض الكتب فليس صحيحاً وهو وهم، خلاف الواقع والتجربة كل الناس ما أحد ينطق السين من الأسنان العليا وإنما ننطقها جميعاً نضع رأس لساننا عند الصفحة الداخلية للأسنان السفلى كما أسلفت.
 وهنا طالما أننا نتكلم عن حروف الصفير أريد أن أنبه على أمر شائع جداً بين كثير ممن يقرأ القرآن وهو استعمال الشفتين عند نطق حرف الصاد خاصةً، فنجد الواحد يقول (اهدنا الصراط)، عند الصاد تجده يضم ويزم شفتيه إلى الأمام لا أدري لماذا، وهذا موجود وبعض الناس يظنه من حسن التلاوة وينبه عليه ويتعمده ويعتبره هو الصواب في نطق الصاد وقد سألت أحدهم مرة فقال لي من أجل الصفير الذي في الصاد فقلت له وهل في السين أيضاً أليس في صفير في السين لماذا لا تقول ( أسْ )، أليس في حرف الزاي صفير لماذا تقول (أزْ)، فأنت لا تفعل هذا إلا في الصاد فهذه حجة غير صحيحة ولو كانت الشفتان مخرجاً للصاد لذكرها علماءنا في كتبهم ولم يفعل ذلك أحد منهم لا الخليل بن أحمد ولا سيبويه ولا من بعدهم ولا ابن السرَّاج وابن الجني وابن الجزري ولا أحد من الأئمة الذين تكلموا على مخارج الحروف، ذكروا أن للشفتين عملاً في إخراج حرف الصاد فخلاصة الكلام هكذا تنطق الصاد.
 سؤال لعلي لاحظت عند البعض الذين سقطت أسنانهم واستعانوا بأسنان صناعية هم الذين يلجئون، ما سبب ظهور هذه الظاهرة؟ احتمال أن سببها الأسنان، واحتمال آخر السبب المكفوفين، لأن اعتمادهم على السمع فهم لا يرون شيوخهم، فلذلك قد يستعمل الواحد منهم شفتيه ثم يجلس هو للتعليم، يتلقى عنه، والله أعلم.
 الحروف الأخيرة اللسانية الثلاثة الظاء والذال والثاء، وهي ما يسميه العلماء الأحرف اللثوية، وتسمى اللثوية لخروجها من قرب اللثة، واللثة هي اللحم النابت حول الأسنان وليس من اللثة نفسها كما قد يتوهم البعض، الظاء والذال والثاء، تخرج يا أخوة، من منتهى طرف اللسان مع أطراف الثنايا العليا، نضع طرف لساننا على طرف أسناننا العليا، الثنيتان اللتان في مقدمة الفم، (أظْ، أثْ، أذْ )، العرب تسمي الشيء بما جاوره وليس من الضروري أن يكون قولهم الأحرف اللثوية أنها تخرج من اللثة فالظاء والذال والثاء من طرف اللسان مع أطراف الثنايا العليا فإدخال طرف اللسان إلى الداخل خطأ وإخراجه إلى الخارج زيادة عن اللزوم أيضاً خطأ، بعض إخواننا عندما يقرءون ( أظْ )، ربع لسانه طالع إلى الخارج وهذا خطأ، وصلى اللهم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

نص الزوار

إخفاء الصور